الاخبار

ففي أربيل يختلط الحنين إلى زمن الكبار الذين ساهموا في صناعة الحضارة الإسلامية والإنسانية، مع انبهار في تسابق هذا البلد مع الوقت ليحاكي أكثر البلدان تطوراً.
وفي الماضي الجميل نجد الكثير الكثير من الجوامع المشتركة بين شعوب منطقتنا على اختلاف اعراقهم وتنوع ثقافاتهم, فالتاريخ مشترك, والمصالح متداخلة.
ومن هذه الأرض الطيبة تشكلت ثقافات ساهمت بتقدم شرقنا وتطور الفكر الإنساني. من هذه الأرض الطيبة برز كبار العلماء والأدباء والمفكرين والقادة، من أرض كردستان, وأذكر على سبيل المثال لا الحصر، بروز ابن الأثير في علم التاريخ, وابن خلكان (من مواليد اربيل) في القضاء, والدينوري في علم الفلك والنبات, وزرياب الموسيقي الذي انتقل من الشرق ليؤسس في الاندلس أول معهد في الموسيقى عرفه الغرب, ولا ننسى أحمد شوقي أمير الشعراء, وأخرون وأخرون لازالوا يشكلون جزءاً من إرثنا الحضاري الراقي.
اليس من هذه الأرض الطيبة من حرر بيت المقدس واعاد وحدة الامة, اليس من هنا خرج صلاح الدين. فما يجمعنا أكثر بكثير مما نختلف فيه.
السادة الكرام
إن عدنا لمهنتنا لصناعة النشر, نجد امامنا تحديات حقيقية, العزوف عن القراءة, والتطور التكنولوجي الرقمي, والنسخ والتقليد والقرصنة, وحماية حقوق الملكية الفكرية.
وهنا يسعى اتحاد الناشرين العرب ان يلعب الدور الجامع والمحفز في حماية هذه المهنة وتطويرها.
التحديات تواجهنا نحن أبناء الشرق الواحد في كل مكان، سياسياً وأمنياً واقتصادياً وثقافياً ومجتمعياً, ولن نخرج منتصرين, الا إذا تعاونا جميعا يداً بيد, لنعطي العالم النموذج الواعد للعيش المشترك بسلام .
وفي الختام،لا يسعني الا أن أشكر رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون والعاملين فيها, و إدارة معرض أربيل الدولي للكتاب في دورته الحادية عشر, على جهدهم المميز في تطويرالمعرض وتحديثه.

بشار شبارو

الأمين العام